أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الرّجيم : أي : إنه مرجوم مطرود عن الخير كله ،
كما قال الحق سبحانه و تعالى :
{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ }
[ الملك : 5 ]
وكما قال جل من قائل سبحانه و تعالى :
{ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ *
لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإ الأعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ *
إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ }
[ الصافات : 6 - 10 ]
وقال سبحانه و تعالى أيضاً :
{ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ *
إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ }
[ الحجر : 16 - 18 ]
إلى غير ذلك من الآيات القرآنية الكريمة .
والشيطان : في لغة العرب مشتق من شَطَن إذا بعد ،
فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر ، وبعيد بفسقه عن كل خير ،
وقيل : مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار ،
ومنهم من يقول : كلاهما صحيح في المعنى ، ولكن الأول أصح...
ولهذا يسمون كل ما تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانًا ،
قال مولانا العلى الأعلى سبحانه و تعالى :
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا }
[الأنعام : 112].
" تفسير ابن كثير "
صدق الله مولانا العلى العظيم